في عصر تتسارع فيه التغيرات المعرفية وتتجه فيه المجتمعات نحو اقتصاد المعرفة، لم يعد تعلم العلوم أمرًا تقليديًا يقتصر على الصفوف الدراسية، بل أصبح أداة حيوية لإعداد جيل قادر على الإبداع والابتكار والمنافسة، ومع حلول العطلة الصيفية تبرز فرصة ثمينة تتجاوز كونها فترة راحة لتتحول إلى مساحة خصبة لتوظيف الوقت في أنشطة علمية مرنة تعزز من مهارات التفكير الناقد والتحليل والبحث والاستقصاء، وتربط المعرفة النظرية بحياة الطلبة اليومية، إذ يمكنهم التحول من متلقين للمعرفة إلى صانعين لها، يبدعون محتوى علميًا رقميًا، ويخوضون تجارب ذاتية مدعومة بمنصات وتطبيقات تعليمية متوفرة للجميع تنسجم مع مفاهيم اقتصاد
في عالم يتّجه بخطى سريعة نحو التحوّل، تُثبت المواطنة العالمية والمرونة المجتمعية أنهما من أهم الركائز لمستقبل مزدهر ومستدام. وهنا يبرز التعليم كقوة إيجابية دافعة لبناء جيل جديد من المتعلمين؛ جيل يتمتع بالوعي العالمي، والمسؤولية الاجتماعية، والانخراط الفعّال في خدمة مجتمعه.
لم يعد التعليم مجرّد وسيلة لنقل المعرفة، بل أصبح اليوم منصة لتمكين المتعلمين من التفكير النقدي، واتخاذ قرارات أخلاقية، والمساهمة بإيجابية في مجتمعاتهم والعالم من حولهم.
يقلق كثيير من الأهالي مع قدوم العطلة الصيفية، إذ يخشون ضياع وقتها الطويل نسبيًّا -في نظرهم-دون فائدة؛ لذلك تراهم يسألون ويستفسرون، وتضج مواقع التواصل الاجتماعي بالإعلانات والاستفسارات، إعلانات المراكز والأندية
حين تُغلق أبواب المدارس وتبدأ العطلة الصيفية، لا يعني ذلك أن عجلة التعلم يجب أن تتوقف؛ بل لتكن هذه الفترة فرصة ذهبية لإعادة تشكيل العلاقة بين الطفل والمعرفة، بعيدًا عن ضغط الجداول الدراسية والاختبارات، وفي قلب هذا المشهد، يأتي دور أولياء الأمور بوصفهم شركاء فاعلين في العملية التعليمية، لا سيما في تنمية مهارات أساسية كالحساب الذهني، الذي يُعدّ من أهم أدوات التفكير الرياضي والمنطقي.
يظن المعلمون والمعلمات بأن الطلبة في الصفوف المبكرة، أو في مراحل تعليمهم الأولى لا يستطيعون تنفيذ مهمات قائمة على تفكير وتأمل أو تحليل، ويُبقون طلبة المراحل المبكرة في دوائر المهمات البسيطة والسهلة التي لا تحتاج إلى خطوات كثيرة أو تعقيد في التفكير لتنفيذها.
يعبّر أطفالنا عن توتّرهم بطرق مختلفة كالالتصاق أكثر بالأهل، أو بالانعزال، أو بالاضطراب أو بالغضب، وربما لحقت بذلك صعوبات في النوم، أو التبول اللاإرادي ليلاً، أو ظهور آلام في البطن والرأس، أو الخوف من البقاء وحدهم، ولعل هذا الاضطراب يُقلق الوالدين ويجعلهما في حالة من عدم القدرة والاتزان في التعامل مع هذه الحالة، ولذلك أجد من المهم إثارة الوعي بهذه الظاهرة وكيفية التعامل معها، وفيما يأتي بعض الطرق التي تساعدهم في معالجة ظواهرها.
شهد عام 2024 إنجازات بارزة لأكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين، حيث تم تمكين 17,376 تربويًا عبر برامج التطوير المهني، وإدارة 30 مشروعًا نوعيًا، إلى جانب إطلاق برامج مؤثرة مثل التعلم الاجتماعي العاطفي، والتعليم الدامج، والتعليم في الطفولة المبكرة، وبرنامج "علّم للمستقبل" بالتعاون مع الجامعة الأمريكية في بيروت.
مع اجتياح وباء كورونا العالم مع نهاية عام 2019 وانتشاره بشكلٍ متسارعٍ وعلى نحوٍ غير متوقع، وإصابة ملايين الناس ووفاة الكثير منهم، أصبحت الحاجة مُلحّة ًإلى تطوير أدوات مختلفة عن تلك الأدوات التقليدية في تعاملنا مع التعليم؛ كي نمنع أيّ فاقدٍ تعليميّ قد ينتج من عدم تمكّن الطلبة من الذهاب إلى المدارس، بسبب الإغلاقات المفاجئة في كل مناحي حياتنا.
معلّمات رياض الأطفال: ميسّرات التّعلّم وشريكات في التطوّر الشّمولي للأطفال
في يوم المعلّم، نقف إجلالًا وتقديرًا لأولئك الذين يؤدون دورًا حاسمًا في تشكيل مستقبل الأجيال. المعلّمون هم بناة للعقول، وقادة يشعلون شرارة الفضول وحب التعلّم في نفوس طلبتهم. هم من يزرعون الثقة، ويشجعون على التفكير النقدي، ويقودون رحلة التطوّر المعرفي والاجتماعي.